هناك دوافع كثيرة للعلم والتعلم مثل الحصول على وظيفة أو التفوق على الأقران أو تحقيق مكانة اجتماعية...الخ، وبقدر قوة هذه الدوافع تكون الطاقة المتجهة بالشخص نحو العلم، ولكن للأسف الشديد نجد نسبة كبيرة من ابنائنا في المدارس والجامعات يفتقدون الدوافع ويفتقدون الهدف ويفتقدون المعنى في دراستهم فهم مدفوعون بضغط من اهليهم للذهاب الى المدرسة أو الجامعة أو الذهاب للدروس أو المذاكرة ولذلك يقاومون هذا الضغط الاسرى ويتحايلون عليه.
واذا كانت الدوافع الدنيوية تدفع نحو العلم والتعلم بقدرها فإن هناك دافعا اكثر قوة ودواما وهو لا ينضب مع الزمن ولا يضعف مع تغير الظروف بل هو دافع خالد وممتد ومتجدد، ذلك هو الدافع الايمانى الذى ينظر الى العلم النافع (دينيا كان ام دنيويا)على انه نور من الله نسعى للاقتباس منه، وبهذا المعنى يصبح الذهاب للمدرسة أو الجامعة أو المكتبة عبادة نتقرب بها الى الله وتصبح المذاكرة تنفيذا لأمر من أوامر الله،وهذه هى الاهداف العليا التى يسعى اليها اصحاب النفوس العظيمة حتى ولو لم يجدوا للعلم عائدا ماديا مشجعا أو قبولا اجتماعيا دافعا , فالعلم قيمة في ذاته ولا ترتبط قيمته بالمال الذى يجلبه أو الوظيفة التى يصل اليها , ولننظر معا في كتاب الله وسنة رسوله لنرى هذه القيمة العالية للعلم لعلها تشكل لدينا ولدى ابنائنا دوافع اقوى وادوم نحو السعى لتحصيل العلم.
■■ قال الله تعالى:"وقل ربى زدنى علما" (طه114)